ما هو مستقبل التكنولوجيا المالية؟
التكنولوجيا المالية من أكثر القطاعات إثارة الفترة الأخيرة، حيث ارتفع التمويل العالمي في هذا القطاع إلى 111.8 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة 120% عن عام 2017 والذي حقق خلاله 50.8 مليار دولار.
وقال تقرير صادر عن شركة “كيه.بي.إم.جي” السنوي، بعنوان “نبض التكنولوجيا المالية”، إن التمويل المالي في الأمريكيتين ارتفع من 29 مليار دولار في عام 2017 إلى 54.5 مليار دولار في عام 2018، وفي أوروبا من 12.2 مليار دولار إلى 34.2 مليار دولار، وآسيا والمحيط الهادئ من 12.5 مليار دولار إلى 22.7 مليار دولار.
وقالت مجلة “إنتربرينور” اﻷمريكية أن هذه الأرقام المثيرة للإعجاب تعد دليلا على نمو القطاع، الذي يسخر التكنولوجيا لتحسين الخدمات المالية وينقسم إلى خمس فئات رئيسية وهي الدفع والمقاصة والتسوية، والودائع والإقراض ورأس المال، والتأمين، إدارة الاستثمار، ودعم السوق.
واستطاعت التكنولوجيا المالية تحقيق معظم التقدم في مجال المدفوعات خلال السنوات الماضية بفضل انتشار استخدام الهواتف الذكية وشبكات الإنترنت على مستوى العالم.
وبالتالي أصبح من المفهوم استخدام الشركات الناشئة ورواد التكنولوجيا، مثل “على بابا” و “ريفولت” و “بايتم”، هذه الميزة التكنولوجية، بجانب سلاسل القيمة الخاصة بالخدمات المالية، لتوفير تجارب سريعة وفعالة ومميزة للمستخدم النهائي.
كانت البنوك بوابة تقليدية لخدمات الدفع، ولكن هذه الخدمات لم تعد حكرا على البنوك في ظل تسارع وتيرة التغيرات التكنولوجية، فقد أصبحت الكيانات غير المصرفية تتعاون وتتنافس أيضا مع البنوك، إما من خلال تقديم خدمات تكنولوجية للبنوك أو تقديم خدمات الدفع الإلكتروني بشكل مباشر عبر منصات مثل “أليباي” و “باي بل” و “بايتم”.
وأوضحت مجلة “إنتربرينور” أن السهولة التي توفرها المدفوعات الرقمية، التي تسمح بتخزين الأموال وإجراء المعاملات الرقمية عبر الهاتف المحمول، هي السبب الرئيسي في الشعبية التي يحظى بها قطاع الخدمات المالية الآن.
وتغلغل التحول الرقمي وانتشر الاقتصاد القائم على الابتكار في كافة أنحاء آسيا وأثر على كافة الجوانب التجارية، للدرجة التي جعلت المستهلكين الحاليين يعتادون على التجول فى العالم والاستفادة منه عبر نافذة رقمية، وبالتالي توقع الوصول إلى الخدمات المالية من خلال القنوات الرقمية.
وقال سكوت جاليت، الرئيس التنفيذي لشركة الخدمات المالية اﻷمريكية “بايونير”، إن التحول الرقمي أحدث تحولا هائلا في كيفية قيام الناس بالشراء والإنفاق والإدخار والاقتراض والاستثمار.
إذن ما الذي يحمله المستقبل للمدفوعات الرقمية؟
يعتقد جاليت أن الطبقة المتوسطة المتنامية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تمتلك معدلات أكبر من الدخل القابل للتصرف، ما يبرز أهمية المنطقة ليس كمصدر فقط، بل كمستورد للسلع والخدمات أيضا.
وفي الوقت الذي لعبت فيه آسيا دورا حاسما طويل اﻷمد في التجارة العالمية العابرة للحدود، أصبح هناك الآن قدرا لا يصدق من النشاط بين الدول الآسيوية، فقد أصبحت الممرات الموسعة حديثا بمثابة عاملا هاما للنشاط والفرص التجارية، وفقا لجاليت.
كانت التكنولوجيا المالية تقود تغييرات كبيرة عبر قطاع الخدمات المالية، ولكن هناك مجالا يشهد تغييرا هائلا بشكل حقيقي وهو العملاء ذوي اﻷرصدة المالية الضخمة.
وأوضحت المجلة اﻷمريكية أن مجموعة كرالوجيكس، الرائدة عالميا في مجال الخدمات المصرفية الرقمية، كانت تعمل مع البنوك حول العالم في رحلتهم للتحول الرقمي لمدة تزيد عن 20 عاما، ولكنهم لم يشهدوا تزايد زخم ثروات الرقمنة سوى في الفترة اﻷخيرة.
وقال باسكال وينجي، المدير الإداري لشركة “كرالوجيكس” في آسيا والمحيط الهادئ، إن الطرق القديمة لخدمة هؤلاء العملاء تتحول سريعا نحو منصات يقودها الخدمات الرقمية، ليصبح العملاء ذوي اﻷرصدة المالية الضخمة، الذي يرغبون في الحصول على نظرة فورية وشاملة لأصولهم والراغبين في أي احتياجات مالية فريدة، قادرين على إتمام ما يرغبون فيه دون انتظار اتصال هاتفي.