مؤتمر الاتصالات الراديوية يناقش ضوابط الانتقال إلى الجيل الخامس لخلق بيئة ذكية
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية بمدينة شرم الشيخ أن عقد المؤتمر فى مصر يعكس نمو وتقدم الحضارة الإنسانية.
وقال السيسي أن العرض المسرحي الأخير الذي تم عرضه خلال المؤتمر، يعطي إلهاما كبيرا، ويوضح كيفية نمو البشرية وتطورها عبر العصور المختلفة، ونموها وتطورها من جديد في المستقبل، ونحن كمعاصرين لهذا التطور نقبل هذا، ليس كتحد، ولكن كتطور إنساني نتفاعل معه بشكل إيجابي نستفيد من إيجابياته ونتعامل مع التحديات التي تنشأ عنه”.
وأكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن المؤتمر من أهم المحافل الدولية التي ينظمها الاتحاد بمشاركة صناع القرار وخبراء الاتصالات وسائر الأطراف الفاعلة في مجال إدارة الطيف الترددي المعنية بوضع الأطر التنظيمية لصناعة تكنولوجيا الاتصالات في مختلف أنحاء العالم.
أشار إلى أن هذا المؤتمر يعقد لأول مرة خارج المقر الرئيس للاتحاد الدولي للاتصالات منذ عقدين من الزمان.
لفت الى أهمية القضايا والموضوعات التي يطرحها المؤتمر، وعلى رأسها الموضوعات الخاصة بالاتصالات اللاسلكية ونظم البث الرقمي وتكنولوجيا اتصالات الأقمار الصناعية.
وقال طلعت أن فعاليات المؤتمر ستشهد استعراض ومراجعة اتفاقية الراديو التي تنظم الاستخدام الأمثل للاتصالات حول العالم حيث تقر الدول الأعضاء المشاركة في أعمال المؤتمر تلك الاتفاقية، إلى جانب مناقشة عدد من الموضوعات المهمة المطروحة ضمن جدول أعمال المؤتمر والمرتبطة بأنظمة النفاذ اللاسلكية.
وأشار إلى أن مصر تعد واحدة من الدول المؤسسة والفاعلة في الاتحاد الدولي للاتصالات منذ انضمامها إليه عام 1876 عقب سنوات قليلة من تأسيسها تحت مسمى “الاتحاد الدولي للبرق”، مؤكدا أنها تدعم دائما رسالة الاتحاد ودوره المحوري في إتاحة وتطوير خدمات الاتصالات على المستوى الدولي والمحلي.
أكد أن مصر سعت لاستضافة المؤتمر نتيجة أهمية صناعة تكنولوجيا الاتصالات والدور الذي يلعبه قطاع الراديو بالاتحاد الدولي للاتصالات من خلال الاستخدام الأمثل والتوظيف الاقتصادي لهذا المورد والضروري لجميع خدمات الاتصالات الراديوية أي اللاسلكية.
وأكد وزير الاتصالات أن أجندة المؤتمر تضمنت تحديد الضوابط وتنظيم الأسس لبعض التكنولوجيات المحورية التى سيكون لها آثار إيجابية على مجتمع الاتصالات ومنها ضوابط الانتقال إلى الجيل الخامس من تكنولوجيات الاتصالات الذي بات ينتشر بسرعة مضطردة.
أضاف أن تكنولوجيا الجيل الخامس تتجلى في كونها موردا ثريا لنمو الاقتصاد العالمي ليس فقط لما توفره من سرعات هائلة غير مسبوقة بل الأهم هو خلق بيئة اتصالات ذكية تسهم في إحداث تغييرات جوهرية في كافة مناحي الحياة على غرار تواصل الأشخاص وتبادل البيانات وتطوير أنظمة النقل, بالإضافة إلى دعم تطبيقات المدن الذكية وتطبيقات الحوسبة السحابية والواقع الافتراضي وغيرها من الخدمات التقنية التي تواجه بعض التحديات مع شبكات الجيلين الثالث والرابع.
وأشار إلى أن الخبراء المشاركين سيقومون بدراسة احتياجات الطيف الترددي والأحكام التنظيمية لإدخال واستخدام النظام العالمي للاستغاثة والسلامة في الطيران ودراسة احتياجات الطيف فيما يتعلق بالتتبع والتحكم والقياس عن بعد بهدف تقويم ملاءمة التوزيعات الحالية للطيف لخدمة اتصالات الأقمار الصناعية.
أوضح أن الموضوعات التي سيتم التطرق إليها خلال فعاليات المؤتمر هامة ، الأمر الذي يتطلب منا جميعا التكاتف الفعال والتعاون الصادق للوصول إلى التوافق المأمول حول القضايا التي تفرض نفسها على الساحة.
وقال هولين زاو الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، إن الاتحاد يسعى إلى تحسين الاتصالات والشبكات ومنح الفرصة لتحسين حياة ملايين الأشخاص حول العالم بالتحديد في الدول النامية والمدن الصغيرة، من خلال تحسين شبكات السكك الحديدية والمياه والطاقة في تلك الدول ما يعجل بالتنمية من خلال المدن الذكية والمزارع والتعليم والمواصلات والاقتصاد والطاقة وجميع المجالات المختلفة المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة.
وأكد زاو أن المؤتمر ليس مهما فقط لعالم الصناعة الراديوية والاتحاد الدولي للاتصالات، بل يلعب دورا مهما للجنس البشري بأكمله، للعقد القادم أو حتى ما بعد ذلك، ويؤثر في التنمية بشكل كبير، كما أنه حجر زاوية في تاريخ اتحاد الاتصالات.
أضاف أن الاتحاد الدولي للاتصالات بدأ عام 1865 كما نشأت الخدمة البريدية في مصر في ذات العام، لافتا إلى أنه كان ينتظر تلك اللحظة المشوقة بعد سنوات طويلة من التحضير، والآن نجتمع مجددا لعرض مستقبل التكنولوجيا والخدمات وتحويل الصناعات والمجتمعات حول العالم.
وأكد أن الاتصالات تطورت بشكل كبير في مصر، حيث إن الرئيس السيسي لم يهتم ويروج لمصر فقط ولكنه لم يدخر جهدا لتطوير إفريقيا خاصة في استخدام تكنولوجيا المعلومات لتحويل إفريقيا من جديد، معربا عن تقديره لاستضافة مصر لأحد المؤتمرات المهمة لتكنولوجيا المعلومات في شرم الشيخ.
وقال ماريو مايفيتش مدير مكتب قطاع الراديو بالاتحاد الدولي للاتصالات أن مصر أحد صناع الحضارة حيث إن القدماء المصريين استخدموا الرسوم والصور والرموز الهيروغليفية في التواصل، ثم تطور الجنس البشري، وأيضا تطور الإعلام وسبل تخزين المعلومات، وتوجد اليوم منصات وأشكال مختلفة لنقل المعلومات مثل الفيديو والصور، وتحول الأمر إلى أنظمة الاتصالات التي نعرفها اليوم.
وأشار إلى أن مليارات الأشخاص يتصلون بشبكة الانترنت، لكن لا يزال نصف العالم غير متصل بهذه الشبكة وليس على علم بتطور الاتصالات، مشيرا إلى أن هناك تركيزا كبيرا على التطورات والتكنولوجيا الجديدة مثل “أم تي 2020” ، ويجب اتخاذ قرارات للاستفادة من الأقمار الصناعية حتى تعم الاستفادة على جميع الأشخاص في العالم.
وأوضح أن المؤتمر سيجدد لوائح الراديوية ويأخذ في الاعتبار أن يتم الاستخدام الجيد للاتصالات الراديوية وبدون أي أخطار، والحرص على استثمار المليارات في الأنشطة الاقتصادية التي تلعب دورا كبيرا في تنمية مجتمعاتنا وتنمية الاندماج الإقليمي والدولي.
وأشار إلى أن لوائح الاتصالات مهمة للغاية وأن المعاهدة الدولية بشأن الترددات ومدارات “الستالايت” تم مناقشتها على مدار 13 عاما، واعتمدتها دول العالم, لافتا إلى أن تغيير اللوائح العالمي سيؤدي إلى تحسين الاتصالات الراديوية ليتم توفير مناخا جديدا للأجيال في المستقبل.
وذكر أن التقنيات الحديثة واستخدامات الترددات تمثل اقتصاديات بتريليونات الدولارات , مشيرا الى أنه على الرغم من التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم إلا أن 50% من العالم غير متصل بالانترنت.
أوضح أن المؤتمر سيناقش تأثيرات الاتصالات على كافة الخدمات التابعة مثل مناقشة تغير المناخ والتنمية المستدامة وإستخدامات البنية التحتية الارضية والفضائية وتقسيم الترددات.