التكنولوجيا أحدث ضحايا فيروس كورونا
تتسع دائرة ضحايا فيروس”كورونا”الجديد من الصناعات العالمية يوما تلو الأخر، ليضرب مؤخرا قطاع التكنولوجيا والاتصالات، من قبله النفط والسيارات والطيران، وذلك بعد إعلان شركات رائدة في مجال التكنولوجيا العالمية إلغاء اجتماعاتها السنوية أو انسحابها من مؤتمرات دولية تحت ضغط مخاوف تتعلق بالمرض الجديد.
فاعلنت شركة “فيسبوك” الشهيرة للتواصل الإجتماعي -عبر بيان لها صباح اليوم- إلغاء قمة التسويق العالمية السنوية التي كان مقرر انعقادها في شهر مارس المقبل بمدينة “سان فرانسيسكو” العالمية بحضور 5 الالاف شخصا، بسبب مخاوف مرتبطة ب”كورونا”.
وهو نفسه السبب وراء إلغاء شركة “أي بي إم” العالمية مشاركتها في مؤتمر الأمن السيبراني المقرر انعقاده في الفترة ما بين 24 إلى 28 فبراير الجاري.
وأوضحت شركة “إي بي أم” -في تغريدة لها على موقع”تويتر” للتواصل الاجتماعي- أن صحة موظفيها هى شاغلها الشاغل حاليا في ظل انتشار الوباء الجديد وانتقاله من خلال السفر”.
يأتي ذلك بعد إلغاء ملتقى عالم الهاتف النقال، أكبر مؤتمر سنوي للهواتف المحمولة، بعد إعلان عدة شركات كبرى الانسحاب من الفعالية هذا العام وسط مخاوف من تفشي الفيروس القاتل ،حيث ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي أن شركات “إريكسون” السويدية للإتصالات، و”إل جي” الكورية الجنوبية للهواتف الذكية و”نفيديا” الأمريكية لتقنيات الشاشات، و”زد تي إي” الصينية للهواتف الذكية، أعلنت انسحابها من المؤتمر السنوي الذي يعقد في برشلونة نهاية فبراير الجاري.
وأشار الموقع إلى أن “إريكسون” هي واحدة من الشركات الثلاث الرائدة في صناعة معدات الإتصالات الخلوية بجانب “نوكيا” الفنلندية و”هواوي” الصينية، كما أنها أحد أكبر المساهمين في ملتقى العالم للهواتف النقالة.
ولفتت شبكة “فوكس” الإخبارية إلى أن الخوف من فيروس “كورونا” بدأ يتصاعد داخل أروقة شركات منطقة “سليكون فالي” الواقعة جنوب مدينة “سان فرانسيسكو” الامريكية، والتي تعد عاصمة التكنولوجيا العالمية نظرا لضمها عدد كبير من الشركات الرائدة في هذا المجال.
وأوضحت أن الخوف يعود إلى عمق وتشابك الروابط التي تجمع هذه الشركات مع نظيرتها الصينية، وهوما دفع العديد منها لوقف رحلات الطيران من وإلى شرق آسيا حتى مارس المقبل، بجانب اعتماد تدابير وقائية مشددة مثل “عدم المصافحة ” بالآيدي بين الموظفين وارتداء أقنعة الوجه والعمل من المنزل ووضع لافتات خارج المكاتب لتنبيه الموظفين من أجل غسل أيديهم.
وعلى صعيد قطاع النفط، اجمعت منظمات دولية في تحذيراتها من تراجع معدل الطلب العالمي على الخام إلى مستويات قياسية ، نتيجة الهزة التي تعرض لها الاقتصاد الصيني، أكبر مستورد للخام عالميا، جراء الفيروس الجديد منذ ديسمبر الماضي واستمرار حظر السفر والتنقل.
وفي تقرير لها يوم الخميس الماضي، خفضت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها بشأن معدل الطلب العالمي على النفط، ليصل إلى أدنى مستوى منذ عام 2011، وأوضحت أن الطلب على الخام خلال العام الجاري 2020 قد ينخفض بواقع 365 الف برميل يوميا، ليصل إلى 825 الف برميل.
كما خفضت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، توقعاتها للطلب العالمي سبب كورونا ، ليصل إلى مقدار 990 ألف برميل يوميا، بانخفاض 230 ألف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة.
من جانبها، تكثف منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” جهودها في سبيل دعم الأسواق من خلال مقترح اللجنة الفنية “لأوبك +”، التي تضم أعضاء المنظمة والمنتجين الآخرين، بشأن خفض الإنتاج بشكل مؤقت بواقع 600 الف برميل يوميا من أجل تحقيق توازن في ميزان العرض والطلب.
ولم تسلم صناعة السيارات العالمية من اعصار “كورونا” ، حيث أظهرت بيانات رسمية صادرة الخميس الماضي، تسجيل مبيعات السيارات الصينية أ حاد خلال شهر بناير الماضي بلغت نسبت 18 %، متأثرة بالهزة الاقتصادية الناجمة عن فيروس “كورونا” الجديد الذي ضرب البلاد أواخر ديسمبر 2019 ومطلع 2020 الجاري.
وأوضحت الجمعية الصينية لمصنعي السيارات أن مبيعات السيارات داخل الصين، شهدت تراجعا في يناير الماضي على أساس سنوي بنحو 18 % لتصل إلى 1.94 مليون مركبة وهو ما يتوافق مع توقعات المحللين نتيجة تعطل النشاط التجاري وحظر السفر والتنقل داخل البلاد على إثر انتشار الوباء الجديد، والذي تزامن مع موسم عطلة السنة القمرية.
وبحسب نتائج مسح أجرته الجمعية الصينية لمصنعي السيارات-شمل أكثر من 300 شركة- يتوقع أصحاب شركات السيارات أن يخلف فيروس كورونا الجديد أضرارا بالغة على الاقتصاد الصيني تفوق ما أحدث وباء سارس في 2003، مع اعتقادهم في الوقت ذاته أن تهاوي معدل الطلب الاستهلاكي لن يدوم طويلا، وربما يستعيد تعافيه مع نهاية الربع الأول من العام.
جدير بالذكر أن مبيعات السيارات في الصين سجلت ثاني تراجع لها سنوي على التوالي عام 2019 لتصل إلى 25.8 مليون، بانخفاض كبيرعن الرقم القياسي البالغ 28.9 مليون الذي تم بيعه في عام 2017. وتعد البداية المؤلمة لعام 2020 نذير شؤم على الصناعة الصينية قد تتسبب في انخفاض سنوي ثالث.
وعلى صعيد الطيران، اعلنت منظمة الطيران المدني الدولي، “إيكاو”، أن شركات الطيران العالمية تكبدت خسائر بمليارات الدولارات جراء فيروس “كورونا الجديد”.
وذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أمس الجمعة، “أن أرباح شركات الطيران العالمية سجلت “تراجعاً محتملاً بين 4 إلى 5 مليارات دولار”.
وأضافت أن حوالي 70 شركة طيران ألغت جميع الرحلات الدولية المتّجهة من وإلى البر الرئيسي للصين، وأن 50 شركة طيران أخرى قلّصت عملياتها الجوية ذات الصلة.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن هذه الإجراءات أدت إلى انخفاض بنسبة 80% في سعة شركات الطيران الأجنبية للمسافرين مباشرة من وإلى الصين،
وانخفاض بنسبة 40% في سعة شركات الطيران الصينية للمسافرين، لافتة إلى أن الربع الأول من العام الجاري سجل “انخفاضاً بنسبة تتراوح بين 39% و41% في سعة الركاب، أي أقل بما بين 4ر16 و6ر19 مليون مسافر، مقارنة بما كانت تتوقّعه شركات الطيران”.
وأوضحت “إيكاو” أنه قبل الوباء، كانت شركات الطيران تخطّط لزيادة طاقتها بنسبة 9% على الرحلات الدولية المتّجهة من وإلى الصين خلال الربع الأول من عام 2020 بالمقارنة مع عام 2019.