في عام 2005.. بيل جيتس كاد يصبح أول تريليونير في العالم
في تنبؤ جريء للغاية، قالت مجلة “وايرد” الأمريكية في أواخر التسعينيات، وفي خضم طفرة الإنترنت، إن الملياردير “بيل جيتس” مؤسس شركة “مايكروسوفت“، قد يصبح تريليونيرًا بحلول عام 2005.
حصة “جيتس” في “مايكروسوفت”
وبدت الحسابات آنذاك سليمة للغاية، حيث نمت حصة “جيتس” في “مايكروسوفت” من 233.9 مليون دولار عند طرحها بالبورصة في عام 1986 إلى 72.2 مليار دولار بحلول يونيو 1999، ما يعني أنها نمت بمعدل مذهل بلغ 58.2% سنويًا.
القيمة السوقية
لكن في الواقع، اتخذت الأمور منعطفًا مختلفًا بمرور الوقت، وبدلاً من الاحتفاظ بكل أسهمه في الشركة، بدأ في خفض حصته وتنويع محفظته الاستثمارية، والآن، ارتفعت القيمة السوقية لـ “مايكروسوفت” إلى 3 تريليونات دولار، لكن حصة “جيتس” فيها تقلصت إلى 1.34% فقط.
ولو احتفظ “جيتس” بحصته الأصلية، لكانت ثروته الصافية قد وصلت إلى مستوى غير مسبوق، وربما لن يستطيع أحد الوصول إليه في أي وقت قريب، حيث بلغت هذه الحصة 49% من أسهم الشركة وهو ما يساوي نحو 1.55 تريليون دولار الآن.
أول “تريليونير” في العالم
وكان هذا كافيًا ليجعله أول “تريليونير” في العالم، لكن بدلاً من ذلك، تقدر ثروة “جيتس” الصافية في الوقت الراهن بنحو 154 مليار دولار اعتبارًا من يونيو 2024، وفقًا لبيانات “بلومبرج”.
رؤية استثمارية أم خوف؟
لم يكن “جيتس” مجرد رائد أعمال، حيث كان يركز أيضًا على الأعمال الخيرية ويمتلك رؤية لها، وفي عام 2000، أسس هو وزوجته آنذاك “ميليندا”، مؤسسة “بيل وميليندا جيتس”.
قضايا عالمية
كانا يهدفان لتوجيه ثروتهما نحو معالجة قضايا عالمية مثل الفقر والمرض وعدم المساواة في التعليم، وأدرك “جيتس” أن الثروة الحقيقية لا تتعلق فقط بجمع المال بل بإحداث تغيير ذي مغزى.
التقلبات
كما أن “جيتس” أدرك مخاطر وضع كل البيض في سلة واحدة، ففي حين كانت “مايكروسوفت” بمثابة الدجاجة التي تضع بيضًا ذهبيًا، فإن التنوع يقدم تحوطًا ضد التقلبات ووسيلة للنمو المتزايد.
بيركشاير هاثاواي
من خلال الاستثمار في أصول متنوعة، بما في ذلك أسهم “بيركشاير هاثاواي”، وضع “جيتس” نفسه على طريق الاستفادة من الفرص الناشئة خارج عالم التكنولوجيا، ولعبت صداقته الوثيقة مع “وارن بافت” دورًا محوريًا في استراتيجية التنويع هذه.
أغنى الأفراد
في عام 2022، أراد “جيتس” الخروج من قائمة أغنى الأفراد في العالم من خلال التبرع بثروته لأسباب خيرية، قائلاً: “سأهبط في النهاية في ترتيب قائمة أغنى أغنياء العالم”.
التلميذ يخالف خطى أستاذه
في غضون ذلك، شهد “ستيف بالمر”، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة “مايكروسوفت” عام 2000 خلفًا لـ “جيتس”، نموًا كبيرًا في صافي ثروته.
بلومبرج
تقدر ثروة “بالمر”، الذي انضم إلى “مايكروسوفت” كأول مدير أعمال لها في عام 1980، بنحو 147 مليار دولار اعتبارًا من يونيو لهذا العام 2024، ويحتل مرتبة أقل بقليل من “جيتس” في تصنيف “بلومبرج” للمليارديرات.
بالمر
تأتي معظم ثروة “بالمر” من حصته البالغة 4% في “مايكروسوفت” وملكيته لفريق “لوس أنجلوس كليبرز”، الذي اشتراه مقابل ملياري دولار في عام 2014.
من المقرر أن تولد أسهم “بالمر” في مايكروسوفت وحدها ما يقرب من مليار دولار سنويًا في صورة توزيعات أرباح، حسبما ذكرت شبكة “سي إن إن”.