البنوك اﻷوروبية تعمل على بناء شبكة دفع عبر المحمول
يسعى سبعة من مقدمي خدمات الدفع بواسطة الهاتف المحمول، التي تمتلكها البنوك بشكل كبير، تشييد شبكة تغطي أوروبا بأكملها، في ظل سعى المقرضين التقليديين لمواجهة المنافسة المتزايدة من شركات التكنولوجيا المالية وعمالقة التكنولوجيا في العالم، مثل شركة “أبل”.
وقالت شركة “موبايل باي”، التابعة لمجموعة “دانسك بنك” المصرفية، إن تلك الشبكة مصصمة لتمهيد الطريق أمام التحويلات المالية العابرة للحدود لما يصل إلى 25 مليون مستخدم.
وأوضحت وكالة أنباء بلومبرج أن هناك شركات أخرى تنخرط في اﻷمر، وهي “بانكونتاكت بايكونيك” البلجيكية و “بلو كود” في ألمانيا والنمسا و”سي.أي.بي.أس” البرتغالية و”سويش” السويدية و”فيبس” النرويجية و”توينت” السويسرية.
وقال مارك ورا هانسن، الرئيس التنفيذي لشركة “موبايل باي”، إن النمو السريع في عمليات الدفع عبر الهاتف المحمول ستؤدي إلى زيادة طلب المستخدمين على توفير إمكانية الدفع في أي مكان في أوروبا عبر الهاتف المحمول دون اللجوء لاستخدام البطاقات المصرفية والمحافظ التقليدية.
وأضاف: “ستنضم مزيدا من أنظمة الدفع عبر الهاتف المحمول في الوقت المناسب”.
ويبدو أن التمويل الرقمي بإمكانه النجاه من المشاكل التي يواجهها المقرضون التقليديون، فهذا ما أظهرته شركة “كلارنا” السويدية للخدمات المالية بعد أن أصبحت أكثر الشركات قيمة في مجال التكنولوجيا المالية في أوروبا في بداية أغسطس الماضي.
فقد ارتفعت قيمة “كلارنا”، التي تعمل على تسهيل الدفع بالقسط عبر الإنترنت، إلى 5.5 مليار دولار بفضل أحدث حملة لجمع اﻷموال.
وأوضحت أحدث البيانات التي جمعتها “سي.بي إنسايتس” أن شركات الخدمات المالية الأوروبية جمعت رأس مال استثماري تصل قيمته إلى 3.3 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري، بارتفاعا من 1.9 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وقال بن برابين، المدير التنفيذي ﻷحد أكبر المسرعات التكنولوجية في أوروبا، إن المستثمرين ينجذبون لشركات الخدمات المالية ﻷنها تشكل مزيجا مثاليا من صناعة ضخمة بإمكانها تحقيق عوائد كبيرة، بفضل التكنولوجيا، تتجاوز بكثير ما يمكن أن تراه إذا كنت تبدأ في أي مجال آخر.
وسلطت بلومبرج الضوء على مشاكل شركات الخدمات المالية في ظل المخاوف التي تدور حول مغادرة بريطانيا للاتحاد اﻷوروبي، حيث تحدت شركات الخدمات المالية في لندن الكآبة الاقتصادية التي أصابت شركة “ترانسفير وايز، التي أعلنت بدورها عن جولة تمويلية في مايو الماضي.
وساعدت هذه الجولة التمويلية في تقدير قيمة الشركة، العاملة في السوق منذ 8 أعوام، بقيمة 3.5 مليار دولار، بارتفاع من 1.6 مليار دولار في عام 2017، وبعد بضعة أسابيع، أعلن مقدم الخدمات المصرفية عبر شبكات الإنترنت “مونزو” إغلاق جولة تمويلية جديدة ضاعفت قيمة الشركة الناشئة إلى ما يزيد عن 2.5 مليار دولار.