التفاصيل الكاملة لصفقة تيك توك و أوراكل
قال مستشار البيت الأبيض “جاريد كوشنر” إن الإدارة الأمريكية تراجع اتفاق “أوراكل” للتعاون مع “بايت دانس” الصينية، في مسعى لاستمرار عمل تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة.
وأوضح “كوشنر” في تصريحات لمحطة “سي إن بي سي” الأمريكية، أنه لا يعلم ما إذا كان اختيار الشركة الصينية للتعاون مع “أوراكل” بدلاً من “مايكروسوفت” قد تأثر بعلاقات الرئيس “دونالد ترامب”.
وتابع: “لا أعتقد ذلك على حد علمي، في النهاية الأمر متروك للشركات لاختيار الطرف الذي يرغبون في التعامل معه”.
وكانت “أوراكل” أكدت توصلها لاتفاق مع “بايت دانس” المالكة لتطبيق “تيك توك” من أجل التعاون فيما يخص أعمالها داخل الولايات المتحدة، في مسعى لتجنب حظر عمل التطبيق.
يمثل “تيك توك” تطبيقاً لمقاطع الفيديوهات القصيرة التي تتسم بطابع فكاهي ويسهل إنشاؤها ومشاهدتها، ما جعله يتمتع بشعبية كبيرة بين الشباب.
لكن يُنظر للتطبيق من قبل بعض الدول كتهديد متعلق بسرية بيانات المستخدمين خاصة مع التوترات الحالية بين الولايات المتحدة والصين.
وفي أغسطس الماضي، أمر الرئيس الأمريكي بحظر التطبيق داخل البلاد تحت مزاعم تهديد الأمن القومي، وهي الادعاءات التي رفضتها الصين، لكن الرئيس سرعان ما أصدر أمراً تنفيذياً بمنح الشركة الصينية مهلة مدتها 45 يوماً لبيع أعمال “تيك توك” داخل الولايات المتحدة حتى تتفادى خطر الحظر.
ويبلغ عدد المستخدمين النشطين شهرياً في الولايات المتحدة للتطبيق الصيني، الذي تم تدشينه في عام 2017، نحو 100 مليون أمريكي، في حين أن إجمالي المستخدمين عالمياً يبلغ 690 مليون مستخدم.
قلق المسؤولين الأمريكيين حول تيك توك
تجمع “تيك توك”، شأنها في ذلك شأن أغلب شركات التواصل الاجتماعي الأخرى، بيانات المستخدمين كما تتبع ما يشاهده المستخدمون لتمييز أنواع مقاطع الفيديو المفضلة لديهم وأفضل الطرق لاستهداف الإعلانات.
ورغم أن المخاوف نفسها تنطبق على شبكات التواصل الاجتماعي الأمريكية، لكن الملكية الصينية للتطبيق تضفي قلقاً إضافياً.
عرض أوراكل
فازت شركة التكنولوجيا الأمريكية “أوراكل” بالصفقة من بين مجموعة من المتنافسين للاستحواذ على عمليات “تيك توك” في الولايات المتحدة مثل “مايكروسوفت” و”وول مارت”.
وأعلنت “مايكروسوفت” انسحابها من صفقة الاستحواذ على أصول “تيك توك” في الولايات المتحدة يوم الثالث عشر من سبتمبر، بعدما قوبل العطاء الذي تقدمت به بالرفض.
تشتهر شركة “أوراكل” بتزويد الشركات بالبرامج بما في ذلك خدمات الحوسبة السحابية، لذا يمكنها أن توفر خدمات الحوسبة مثل تخزين بيانات “تيك توك” في الولايات المتحدة أو خدمات الحوسبة للتطبيق.
ويعتقد المحللون في “ودبوش” للأوراق المالية خلال مذكرة بحثية أن “أوراكل” قد تكون شريكاً تقنياً، لكن مسألة بيع أو تجريد العمليات الأمريكية لـ”تيك توك” لا تزال بؤرة التركيز.
وقالت “أوراكل” في بيان للتأكيد على الصفقة إنها ستعمل كمزود موثوق للتكنولوجيا إلى “تيك توك”، في إشارة إلى أنه ستُعاد تسمية الشركة الأمريكية كشريك تقني موثوق به بدلاً من المالك الجديد، أيّ أنها لن تتحكم فعلياً في أصولها.
يجب أن تخضع صفقة “تيك توك – أوراكل” للموافقة من جانب لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وهي الجهة المختصة بفحص الصفقات التي قد تحمل آثاراً على الأمن القومي.
وإذا كان بإمكان الطرفين إظهار القدرة على حماية بيانات المستخدم في الولايات المتحدة، فمن المرجح أن توافق لجنة الاستثمار الأجنبي والإدارة الأمريكية بالصفقة.
لم يصرح الرئيس الأمريكي ما إذا كان يفضل استحواذ “مايكروسوفت” أو “أوراكل” على أعمال “تيك توك”، لكنه وصف الأخيرة بأنها شركة رائعة يمكنها التعامل مع عملية البيع.
ويعتبر “لاري إليسون” المؤسس المشارك لـ”أوراكل” من بين المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا الذي أعلن دعمه علنية للرئيس “ترامب”.
حال إضفاء الطابع الرسمي على الصفقة والحصول على موافقة لجنة الاستثمار الأجنبي، فسوف يُسمح لـ”تيك توك” بمواصلة العمل في الولايات المتحدة.
وبمجرد انتزاع ملكية أعمال “تيك توك” الأمريكية من الشركة الصينية “بايت دانس”، لن يكون الأمر التنفيذي الذي أصدره “ترامب” لحظر أعمال “تيك توك” في الولايات المتحدة ساري المفعول.